اكبر ام تبلغ 70 عاما والمجهول في إنتظار طفلتها
09/06/2008 18:42:51
كل ما أتمناه أن أعيش حتى تبلغ إبنتي من العمر 16 عامًا، لكي تصبح قادرة على مواجهة أعباء الحياة بنفسها، بهذه الكلمات بدأت أكبر أم في العالم رواية قصتها الإنسانية لصحيفة "الديلي ميل" اللندنية.
حيث تبدو تلك السيدة بملامح وجهها الناطق بخطوط الزمن وجسدها النحيل الضعيف كما لو كانت جدة تأخذ حفيدتها في نزهة إلى الحديقة. ولكن الحقيقة أن أدريانا إيليسكو، التي احتفلت بعيد ميلادها السبعين يوم السبت الماضي، هي أم للمرة الأواى حيث تقضي معظم وقتها مع طفلتها البالغة ثلاثة أعوام.
وتنفق على نفسها وعلى ابنتها إليزا من معاشها الشهري البالغ 500 دولار أميركي وبعض النقود الإضافية التي تتحصل عليها من العمل لبعض الوقت كأستاذة جامعية. ولم يعد لأدريانا أقارب أو أصدقاء على قيد الحياة كي يساعدونها – كما أن هناك شخصًا واحدًا فقط يهتم بمستقبل إليزا – إنه الأب الروحي لها، وهو طبيب أطفال الأنابيب الذي كان له دور في ظهور اليزا إلى الحياة. ولأول مرة تتحدث أدريانا عن حياتها وتصر قائلة: إنني بصحة جيدة وليس لدى أي أمراض. إنني لا أدخن ولا أشرب الكحول. وإذا عشت كما عاش والداي، فستكون اليزا في سن العشرين عندما ينتهي وجودي من العالم. وأعتقد أنه ما زال لدي الكثير لأمنحه لها.
لقد أدهشت العالم تلك السيدة الضعيفة عندما أعلنت عن ولادتها لطفلتها بالأنابيب في 16 يناير عام 2005، حيث كان عمرها وقتذاك 66 عامًا و 230 يومًا. والآن وبعد ثلاث سنوات، فإن أدريانا التي استخدمت حيوانًا منويًا من متبرع، عادت لتعيش وحيدة في بوخارست، برومانيا، حيث تعيش بمفردها مع ابنتها في شقة صغيرة. إنها فخورة بذكر اسمها في موسوعة غينيس للأرقام القياسية لكونها أكبر أم تلد حتى الآن، ولكن تجاوزها في هذا الرقم القياسي إمرأة أسبانية تسمى كارميلا بوسادا التي وضعت توأم في 29 من ديسمبر عام 2006، وعمرها 66 عاما و 358 يومًا.
وبينما تشير أدريانا في الشوارع مع ابنتها اليزا وهي في طريقها إلى الحديقة العامة أو السوق، ينادي عليها الشباب الصغار بجدتي. ولكن يبدو أنها لا تهتم وتصر على موقفها ورأيها وأن ما يحدث لها يجعلها أكثر إصرارًا وإيجابية تجاه قرارها. وقالت: إننى لا أعاني من التحيز الموجه ضدي. ولم يحدث لي شيء غير سار. فالناس في رومانيا الذين لديهم أطفال يعجب بهم الآخرون.
وما زالت أدريانا تذهب إلى جامعة بوخارست سبع ساعات أسبوعيًا من أجل إلقاء المحاضرات، إضافة إلى بعض الدروس التعليمية والحلقات الدراسية، أما اليزا ابنتها فتذهب إلى دار حضانة محلية. ولكن هذه الأم البالغة السبعين من عمرها تتلقى إعانة إضافية من المجلس المحلي من أجل مساعدتها في أمرها كأم. حيث تذهب سيارة تاكسي كل صباح إليها من أجل توصيل اليزا إلى الحضانة وتعيدها الساعة الثالثة بعد الظهر مرة أخرى.
وخلال العامين الأولين من عمرها، اعتادت اليزا، التي توفي توأمها قبل أن يولد، على الإستيقاظ بشكل منتظم أثناء الليل. وتعاني اليزا من ألم في صدرها يجعلها تكح لساعات. ولهذا تقول أمها: كنت أضطر إلى ضمها إلى صدري عندما تكون في حاجة إلى الإحساس بأنها قريبة مني. أما اليزا التي تنمو وتتقدم في عمرها فإنها تستطيع الآن أن تعد الأرقام وتجري بعض عمليات الجمع البسيطة وتحب القراءة والتلوين.
كما قالت أمها: إنها طفلة ذات شخصية عظيمة. فإذا تعاملت معها بسلبية فإنها تكون عنيدة. وقد تلقت الأم العجوز مساعدة منتظمة من جليسات الأطفال عندما كانت طفلتها لا تزال رضيعة. ولكنها الآن نادرًا ما ترى أحدًا ولا يوجد لها هناك عائلة أو أصدقاء حقيقيين يمكنها أن تلجأ اليهم في حالة الطوارئ.
حيث تقول: إنه شيء محزن فعلاً، ولكن كان هناك دائمًا سوء فهم داخل العائلة. لقد كان ذلك بشأن بعض الممتلكات والعقارات في الريف. لم أرغب في البيع ولكنهم كانوا يرغبون في ذلك، ومن هنا نشأت المشاكل. وفي مقتبل حياتها حدث لأدريانا حادث إجهاض عندما كانت في سن العشرين، بعد زواجها بفترة قصيرة بطالب في جامعة بوخارست.
وحول هذا الحدث قالت: لم يكن ذلك مخططًا، كنت في العام الثالث في الجامعة وكنت قد شفيت لتوي من مرض السل. ونصحني الأطباء بألا أحتفظ بجنيني الأول لأنهم ليسوا متأكدين من أنه سوف يحيا بصحة جيدة أم لا. وقد انفصل الزوجان بعد ذلك بسبب مشكلات نتجت عن الصراع السياسي أثناء سنوات الحكم الشيوعي القاسي. وأضافت أدريانا: عملت كمعلمة إحتياطية ثم بدأت في العمل في الجامعة ونشر كتبي. وكنت أشعر برغبة كبيرة في أن يكون لي طفل، ولكني كنت مشغولة جدا، ولم يكن لي زوج. ولم يتح لي ذلك إلا بعد أن أصبحت عملية الإخصاب بالأنابيب متاحة في رومانيا.
وتفكر أدريانا فيما قد يحدث لإليزا بعدما تتوفى هي حيث تقول: إذا توفيت وكانت ابنتي في سن 16 فسوف يكون لها الحق حينئذ أن تعمل. وإذا كانت اصغر من ذلك، فإن أملي في شيئين، خدمات حماية الطفل التابعة للدولة، وطبيبي الأستاذ الدكتور بوجدان مارينسكو الذي يعد الأب الروحي لإبنتي. كما تأمل أدريانا ألا تكرر ابنتها اليزا خطأها حيث تقول: سوف أنصح ابنتي أن يكون لها طفل قبل أن تصل إلى سن الثلاثين من عمرها. فأن يكون لك طفل شيء جميل، حيث يجعلك تشعر أنك لم تعش دون هدف. وإذا كان لك طفل فإنك إذن لم تمت. حيث يقول أفلاطون: إن السعادة أن يكون للشخص من يدفنه بعدما يموت
09/06/2008 18:42:51
كل ما أتمناه أن أعيش حتى تبلغ إبنتي من العمر 16 عامًا، لكي تصبح قادرة على مواجهة أعباء الحياة بنفسها، بهذه الكلمات بدأت أكبر أم في العالم رواية قصتها الإنسانية لصحيفة "الديلي ميل" اللندنية.
حيث تبدو تلك السيدة بملامح وجهها الناطق بخطوط الزمن وجسدها النحيل الضعيف كما لو كانت جدة تأخذ حفيدتها في نزهة إلى الحديقة. ولكن الحقيقة أن أدريانا إيليسكو، التي احتفلت بعيد ميلادها السبعين يوم السبت الماضي، هي أم للمرة الأواى حيث تقضي معظم وقتها مع طفلتها البالغة ثلاثة أعوام.
وتنفق على نفسها وعلى ابنتها إليزا من معاشها الشهري البالغ 500 دولار أميركي وبعض النقود الإضافية التي تتحصل عليها من العمل لبعض الوقت كأستاذة جامعية. ولم يعد لأدريانا أقارب أو أصدقاء على قيد الحياة كي يساعدونها – كما أن هناك شخصًا واحدًا فقط يهتم بمستقبل إليزا – إنه الأب الروحي لها، وهو طبيب أطفال الأنابيب الذي كان له دور في ظهور اليزا إلى الحياة. ولأول مرة تتحدث أدريانا عن حياتها وتصر قائلة: إنني بصحة جيدة وليس لدى أي أمراض. إنني لا أدخن ولا أشرب الكحول. وإذا عشت كما عاش والداي، فستكون اليزا في سن العشرين عندما ينتهي وجودي من العالم. وأعتقد أنه ما زال لدي الكثير لأمنحه لها.
لقد أدهشت العالم تلك السيدة الضعيفة عندما أعلنت عن ولادتها لطفلتها بالأنابيب في 16 يناير عام 2005، حيث كان عمرها وقتذاك 66 عامًا و 230 يومًا. والآن وبعد ثلاث سنوات، فإن أدريانا التي استخدمت حيوانًا منويًا من متبرع، عادت لتعيش وحيدة في بوخارست، برومانيا، حيث تعيش بمفردها مع ابنتها في شقة صغيرة. إنها فخورة بذكر اسمها في موسوعة غينيس للأرقام القياسية لكونها أكبر أم تلد حتى الآن، ولكن تجاوزها في هذا الرقم القياسي إمرأة أسبانية تسمى كارميلا بوسادا التي وضعت توأم في 29 من ديسمبر عام 2006، وعمرها 66 عاما و 358 يومًا.
وبينما تشير أدريانا في الشوارع مع ابنتها اليزا وهي في طريقها إلى الحديقة العامة أو السوق، ينادي عليها الشباب الصغار بجدتي. ولكن يبدو أنها لا تهتم وتصر على موقفها ورأيها وأن ما يحدث لها يجعلها أكثر إصرارًا وإيجابية تجاه قرارها. وقالت: إننى لا أعاني من التحيز الموجه ضدي. ولم يحدث لي شيء غير سار. فالناس في رومانيا الذين لديهم أطفال يعجب بهم الآخرون.
وما زالت أدريانا تذهب إلى جامعة بوخارست سبع ساعات أسبوعيًا من أجل إلقاء المحاضرات، إضافة إلى بعض الدروس التعليمية والحلقات الدراسية، أما اليزا ابنتها فتذهب إلى دار حضانة محلية. ولكن هذه الأم البالغة السبعين من عمرها تتلقى إعانة إضافية من المجلس المحلي من أجل مساعدتها في أمرها كأم. حيث تذهب سيارة تاكسي كل صباح إليها من أجل توصيل اليزا إلى الحضانة وتعيدها الساعة الثالثة بعد الظهر مرة أخرى.
وخلال العامين الأولين من عمرها، اعتادت اليزا، التي توفي توأمها قبل أن يولد، على الإستيقاظ بشكل منتظم أثناء الليل. وتعاني اليزا من ألم في صدرها يجعلها تكح لساعات. ولهذا تقول أمها: كنت أضطر إلى ضمها إلى صدري عندما تكون في حاجة إلى الإحساس بأنها قريبة مني. أما اليزا التي تنمو وتتقدم في عمرها فإنها تستطيع الآن أن تعد الأرقام وتجري بعض عمليات الجمع البسيطة وتحب القراءة والتلوين.
كما قالت أمها: إنها طفلة ذات شخصية عظيمة. فإذا تعاملت معها بسلبية فإنها تكون عنيدة. وقد تلقت الأم العجوز مساعدة منتظمة من جليسات الأطفال عندما كانت طفلتها لا تزال رضيعة. ولكنها الآن نادرًا ما ترى أحدًا ولا يوجد لها هناك عائلة أو أصدقاء حقيقيين يمكنها أن تلجأ اليهم في حالة الطوارئ.
حيث تقول: إنه شيء محزن فعلاً، ولكن كان هناك دائمًا سوء فهم داخل العائلة. لقد كان ذلك بشأن بعض الممتلكات والعقارات في الريف. لم أرغب في البيع ولكنهم كانوا يرغبون في ذلك، ومن هنا نشأت المشاكل. وفي مقتبل حياتها حدث لأدريانا حادث إجهاض عندما كانت في سن العشرين، بعد زواجها بفترة قصيرة بطالب في جامعة بوخارست.
وحول هذا الحدث قالت: لم يكن ذلك مخططًا، كنت في العام الثالث في الجامعة وكنت قد شفيت لتوي من مرض السل. ونصحني الأطباء بألا أحتفظ بجنيني الأول لأنهم ليسوا متأكدين من أنه سوف يحيا بصحة جيدة أم لا. وقد انفصل الزوجان بعد ذلك بسبب مشكلات نتجت عن الصراع السياسي أثناء سنوات الحكم الشيوعي القاسي. وأضافت أدريانا: عملت كمعلمة إحتياطية ثم بدأت في العمل في الجامعة ونشر كتبي. وكنت أشعر برغبة كبيرة في أن يكون لي طفل، ولكني كنت مشغولة جدا، ولم يكن لي زوج. ولم يتح لي ذلك إلا بعد أن أصبحت عملية الإخصاب بالأنابيب متاحة في رومانيا.
وتفكر أدريانا فيما قد يحدث لإليزا بعدما تتوفى هي حيث تقول: إذا توفيت وكانت ابنتي في سن 16 فسوف يكون لها الحق حينئذ أن تعمل. وإذا كانت اصغر من ذلك، فإن أملي في شيئين، خدمات حماية الطفل التابعة للدولة، وطبيبي الأستاذ الدكتور بوجدان مارينسكو الذي يعد الأب الروحي لإبنتي. كما تأمل أدريانا ألا تكرر ابنتها اليزا خطأها حيث تقول: سوف أنصح ابنتي أن يكون لها طفل قبل أن تصل إلى سن الثلاثين من عمرها. فأن يكون لك طفل شيء جميل، حيث يجعلك تشعر أنك لم تعش دون هدف. وإذا كان لك طفل فإنك إذن لم تمت. حيث يقول أفلاطون: إن السعادة أن يكون للشخص من يدفنه بعدما يموت