رحيل شاعر الأقصى
يوسف العظم: تاريخ حافل في السياسة والتربية والأدب
بقلم: ياسر علي
بعد صراع طويل مع المرض، عاشه الشاعر الفلسطيني الكبير يوسف العظم، المعروف بلقب شاعر الأقصى، وفي أثناء أدائه الصلاة قبضت روحه إلى بارئها عن عمر ستة وسبعين عاماً قضاها في العمل الدعوي والتربوي والسياسي والثقافي.. وذلك يوم الأحد الواقع في 29/7/2007 في الأردن.
ولعل الأستاذ يوسف العظم من أكثر الشخصيات التي سعت ((أوراق ثقافية)) منذ بدايتها في العام 2002 إلى إجراء مقابلة معه، وكنا نصطدم بعقبة وقفت في وجهنا دائماً وهي أن الأستاذ مريض وغير قادر على إجراء المقابلات، مما أقنعنا بعدم جدوى السعي إلى هذه المقابلة.
واليوم، في وفاته، نكتب هذه السطور؛ سطور وفاء للراحل الكبير من ((أوراق ثقافية))، لن تفيه حقه وقدره، لكننا نأمل أن تكون بمثابة الدعاء له ولأهله بالصبر على مصابهم.
من هو الشاعر يوسف العظم؟
الشاعر يوسف العظم، ليس -كما يعتقد الكثيرون- فلسطيني الهوية ولكنه فلسطيني الهوى، مقدسي الانتماء..
هو، وإن لم يكن فلسطينياً، فشعره فلسطيني، وفلسطين صارت هوية شعرية ينتمي إليها من يكتب لها.. وكما بات معروفاً أن الشعر العربي الفصيح ينسب إلى الدول بناء على جنسية الشاعر، وليس الأمر متعلقاً بالمضمون.. غير أن الشعر المنسوب إلى فلسطين يُنسب بالدرجة الأولى إليها بسبب المضمون.. فعندما يقام مهرجان الشعر الفلسطيني مثلاً، يشارك فيه شعراء من مختلف الجنسيات، على خلاف باقي الجنسيات ((الأدبية))..
وهذه إحدى خصوصيات الأدب الفلسطيني.. لذلك فإن شعر العظم فلسطيني بامتياز..
ولد الشاعر يوسف العظم في مدينة معان الأردنية التاريخية الواقعة في أقصى جنوب الأردن، وذلك سنة 1931 لأبوين فقيرين متدينين، بدأ ينهل العلوم طفلاً في كتّاب البلدة لمدة عامين حتى دخل المدرسة الابتدائية وتابع الإعدادية في معان أيضاً..
بعد ذلك انتقل إلى العاصمة عمان، حيث تلقى تعليمه الثانوي فيها، ثم انطلق إلى بغداد ليدرس الشريعة فيها لمدة عامين، ثم توجّه إلى مصر حيث درس في الأزهر اللغة العربية وآدابها، ونال شهادتها سنة 1953م، ثم التحق بمعهد التربية للمعلمين بجامعة عين شمس وتخرج سنة 1954م.
في سنوات شبابه التي عاشها في مصر التقى العظم برجال الحركة الإسلامية هناك، وعاش مع شبابها في الجامعات، وتأثر بفكر الإخوان المسلمين فيها، خاصة أن جماعة الإخوان كانت تضم عدداً كبيراً من الأدباء والشعراء والباحثين الذين يتابعون الشؤون الاجتماعية والثقافية والأدبية، مما أطلعَهُ على هذه الجهود ونتائجها المتوافرة من دواوين وأمسيات الشعر التي كان يقيمها شباب الحركة الإسلامية في ذلك الوقت.
بدأ الشاعر نتاجه الفكري الأول وهو لم يزل طالباً، فكتب عن الإيمان وأثره في نهضة الشعوب، ولم يكد هذا الكتاب ينزل إلى الأسواق حتى صدر الأمر بمصادرته..
عاد الشاعر إلى عمان وعمل مدرساً للغة العربية في الكلية الإسلامية بعمان، ثم بدأ نجمه في الظهور، فبرز كداعية إسلامي ومُحاضر وخطيب ومحاور وكاتب في مختلف مجالات الدعوة الإسلامية. فكان متعدد النشاط غزير الإنتاج.
جذبه العمل السياسي، فترشح للانتخابات عن الإسلاميين سنة 1963، فاختاره الناخبون في مدينته معان نائباً في مجلس الأمة، وحين حلّ المجلس، أعيد انتخابه سنة 1967، وكان في المجلس مقرراً للجنة التربية والتعليم وعضواً في لجنة الشؤون الخارجية.
وزار عدداً من الأقطار العربية بدعوة من مؤسساتها وهيئاتها الثقافية والفكرية، وألقى عدداً من المحاضرات، في معظم أقطار الوطن العربي وديار الإسلام، كما زار من الأقطار الأوروبية والولايات المتحدة، بدعوة من الاتحادات الطلابية والثقافية هناك، حيث كان يشارك في مؤتمرات الشباب المسلم فيها.
وفي جانب الإنتاج الفكري أصدر عدة كتب منها ((الإيمان وأثره في نهضة الشعوب))، وكتاب ((المنهزمون))، وكتاب ((رحلة الضياع للإعلام العربي المعاصر))، وكتاب ((أين محاضن الجيل المسلم؟)).
ومن جميل ما فعله الأستاذ العظم، أنه كرّس جهوداً مشهودة في تربية النشء والجيل الجديد على الإسلام، فأصدر سلسلة ((مع الجيل المسلم)) وهي عبارة عن ستة عشر كتاباً تتضمن منهاجاً تربوياً خاصاً بالأطفال.. وأصدر من الشعر للأطفال كتاب ((أناشيد وأغاريد للجيل المسلم)) حول أركان الإسلام والفرائض والمناسبات والمعارك والأيام الإسلامية المعروفة. وأصدر كتاب ((مشاهد وآيات للجيل المسلم)) في قالب تربوي شائق. وكتاب ((أدعية وآداب للجيل المسلم)) و ((ديار الإسلام للجيل المسلم)).
في مجال الصحافة، ترأس الشاعر تحرير صحيفة ((الكفاح الإسلامي)) في الأردن، التي رسخت مكانتها بين قطبي الصحافة الإسلامية أيضاً (مصر وسوريا)..
أما نتاجه الأدبي، فكان في النقد والأدب كتاب ((الشعر والشعراء في الإسلام)) الذي قيل عنه يومها إنه ((دراسة جديدة في النقد الأدبي والأحكام الشرعية))..
وفي الشعر صدر له ((رباعيات من فلسطين)) و((أناشيد وأغاريد الجيل المسلم))، و((السلام الهزيل))، و((عرائس الضياء))، و((لبيك)).
وقد خص المسجد الأقصى بأحد دواوينه بعنوان ((في رحاب الأقصى)) ويستذكر في مقدمته الصلاة في الأقصى والذكريات مع الأحبة والإخوان و.. التاريخ العريق!
أما القصة، فله عدة مجموعات قصصية، منها: يا أيها الإنسان، قلوب كبيرة..
وفي التراجم أصدر كتاب ((سيد قطب – حياته ومدرسته وآثاره)) الذي ظل لمدة طويلة مرجعاً عن حياة المفكر الشهيد.
شعره
انحصرت اهتمامات العظم الشعرية في موضوعين:
1- فلسطين ومقدساتها ومأساة أهلها.
2- الأوضاع الاجتماعية المتردية التي تعيشها أمتنا.
ويبدو واضحاً في شعره اعتزازه بإسلامه وتعويله على أبناء هذا الدين منذ فجر الدعوة حتى يومنا، ودورهم الحقيق بتحرير الأقصى..
وفؤاد الأقصى الجريح ينادي
أين عهد اليرموك والقادسية
وعليّ يزجي الصفوف ويعلي
في ذرى المجد راية هاشمية
أين عهد الفاروق غير ذليل
عفّ قولاً وطاب فعلاً ونيّة
ونداء للتائهين حيارى
أين خنساؤنا وأين سمية
ورماح في كف خولة تزهو
وسيوف في راحة المازنية
وعن الحالة المتردية التي يعيشها اللاجئون يقول:
في خيمة عصفت ريح الزمان بها
لمحتُ بعض بني قومي وقد سلموا
فأسلموا لنيوب الليث ضارية
البرد والجوع والإذلال والألمُ
وقد اشتهرت قصيدته التي اعتبر فيها إغاثات الأنروا سبّة لأبناء فلسطين وجريمة تغطي على جريمة أكبر، ارتكبها المجتمع الدولي ضد الشعب المنكوب. ويرى في هذه الإغاثة إذلالاً مقصوداً للشعب الفلسطيني، ليشعر أنه خائر القوى غير قادر على المقاومة ورفع الرأس، ويصف مشهداً نمطياً للشيوخ والنساء والأطفال في مراكز وكالة الغوث لتوزيع ((الإعاشة))، ويقول في مجموعة ((رباعيات من فلسطين)):
وسألت القوم عن ضجتهم
قيل يبغون دقيقاً وطعاماً
منكب منهم يحاذي منكباً
وعظام دفعت منها عظاماً
كم كميّ عربي ثائر
كبلوا في كفه الدامي الحساما
وجواد عربي قد غدا
يمضع السرج ويقتات اللجاما
ثم يؤكد أن شعبنا لا يرضى بالعودة بديلاً، فحق العودة ثابت لا يتغير أو يتبدل بمرور الزمن أو بجرائم الاحتلال، ولا يُنسي الفلسطينيين حقّهم في أرضهم وديارهم:
نحن شعبٌ قد سُلبنا الوطنا
نحن في عري وآلام وجوع
وطعام الغوث لا يشبعنا
نحن لا يُشبعنا غير الرجوع
ويؤكد شاعرنا أن السبيل هو في الجهاد والقتال والدم، التي هي كما قال أبو تمام ((أصدق إنباء من الكتب))، فيقول في قصيدته ((بسمة الشهيد)):
اكتب حياتك بالدمِ.. واصمت ولا تتكلمِ!
فالصمت أبلغ في جراح الحادثات من الفم
والصمت أقوى من رنين القيد حول المعصم
والصمت أكرم عند ربك من سفاهة مجرم
إن تاه بالظلم الغشوم فَتِهْ بعزّة مسلم
ولئن خطوت إلى العلى فعلى جباه الأنجم
أناشيد الشاعر
رغم أن أكثر الفرق الإنشادية والمؤسسات الفنية الفلسطينية المحترفة في هذه الأيام تقيم في الأردن، فإنها تشترط في أناشيدها مواضيع محددة مع إمكانية التغيير في الكلمات، لعدة أسباب يقولون إنها ((فنية!)).
ولكن الحقيقة أن شعر يوسف العظم لم يعد مناسباً للإنشاد بسبب صراحته التي اعتبرت منذ اتفاق وادي عربة بين الأردن والعدو الصهيوني، فلم تعد قدرات فرق الإنشاد ((الفنية!)) تتحمل هذه الصراحة التي صنفت ((حادّة)) لاحقاً. وبالتالي فقد ابتعدت الفرق عن شعر يوسف العظم إلى شعر يصاغ خصيصاً ضمن السقف المفروض. هذا أولاً..
أما ثانياً، فقد تركزت الأناشيد على اللهجة العامية والشعر الشعبي، وهذا مما لم يَنْظمه شاعرنا، الأمر الذي ساهم في ابتعاد الجيل الجديد من الفرق الإنشادية عن شعره.
ولكن رغم هذين السببين، ما زال شعر يوسف العظم من أكثر القصائد إنشاداً، وباتت قصائده في عداد تراث الإنشاد الجهادي الإسلامي.
بل إن معظم الأناشيد التي صاغها يوسف العظم، تم تلحينها على أكثر من لحن وأنشدتها أكثر من فرقة، خاصة أن أشعاره ارتادت الآفاق، ووصلت إلى كل المنشدين، الذين علموا أن قصائده مباحة للتلحين والإنشاد من دون حقوق تأليف ونشر سوى –كما يقول الشاعر- الدعاء والمستوى الجيد.
وأناشيده الكثيرة يصعب حصرها علماً أن كل القصائد المنشورة في هذا المقال قد تم إنشادها. ونأتي هنا إلى بعضها. فقصيدته الشهيرة أيضاً ((فلسطيني)) الشبيهة بقصيدة الشاعر الراحل يحيى برزق، تميزه عن شعر برزق أنها قوية المعاني وفيها مفاصلة فكرية وجهادية ومليئة بالثورة.. في الوقت الذي نجد أن قصيدة برزق تتميز برقّتها ووصف المأساة وأسبابها، ورغم تطرقه للمقاومة، إلا انه لم يكن بحدة العظم فيها، خاصة أن شعر الأخير ملتزم بفكر إسلامي حركي عاش فترة عصبية وصراع مع اليسار بشكل عام. فظهر في قصيدته توجه ضد اليسار الماركسي، فيما ركز برزق على العدو والاحتلال والنكبة.
بتقديري، رغم أن الموضوع عن شعر العظم، أجد في قصيدة برزق معالم البقاء أكثر من قصيدة العظم.. ونقتطف من القصيدة المقطع الأول والمقطع الأخير:
فلسطيني فلسطيني فلسطيني فلسطيني
ولكن في طريق الله والإيمان والدين
أهيم براية اليرموك أهوى أختَ حطّين
تفجّر طاقتي لهباً غضوباً من براكيني
لأنزع حقي المغصوب من أشداق تنين
وأرفع راية الأقصى وربُّ البيت يحميني
ومن أناشيده التي اشتهرت في أثناء الانتفاضة الأولى، أنشودة ((حي على الجهاد))، التي صدرت في الكويت وانتشرت في العالم الإسلامي، ومطلعها:
دعوة للفلاح
في انبثاق الصباح
ونداء الكفاح
في الربى والبطاح
عند زحف الجنود
ومن المعروف المنشد الشهير محمد أبو راتب هو أكثر من أنشد من شعر يوسف العظم، رغم أنه لم يكن الأول. وقد كانت أنشودة ((في سبيل الله والمستضعفين)) من أوائل ما اختاره أبو راتب من ديوان العظم.
لكن أشهرها كان تلك المناجاة التي يقول فيها:
رباه إني قد عرفتك
خفقة في أضلعي
وهتفت باسمك يا له
لحناً يرن بمسمعي
أنا من يذوب تحرّقاً
بالشوق دون توجعي
قد فاض كأسي بالأسى
حتى سئمت تجرعي
وفي أثناء الانتفاضة أطلق أبو راتب ألبوم أناشيد فلسطينية الهوى، فيه عدد من القصائد الموجودة في ديوان العظم، ومن هذه الأناشيد:
إلى القدس هيا نشدّ الرحال
ندوس القيود نخوض المحال
ونمحو عن الأرض فجّارها
بعصف الجبال وسيل النضال
بعزم الأسود وقصف الرعود
ونار الحديد ونور الهلال
وفاء مستحق
الشاعر يوسف العظم استحق لقب (شاعر الأقصى) بجدارة، وهو الذي قضى عمره يكتب للأقصى ويربي الأطفال على حب الأقصى، يكفي أنه أسس ((روضات براعم الأقصى)) التي طوّرها إلى ((مدارس الأقصى)) في الأردن.
الشاعر يوسف العظم الذي ألهب بشعره ومحاضراته المنابر وأعلى قلمه في الصحافة على مدى خمسين عاماً.. كان يستحق منا -قبل وفاته- هذا المقال وفاء لدوره في الشعر الفلسطيني الإسلامي.. رحمه الله.
حــروف
أ أطلقت مؤسسة القدس الدولية (كتاب القدس 2005-2006)، وهو كتاب توثيقي استقرائي يرصد كل ما حصل في القدس خلال العامين 2005-2006. الكتاب الذي قدّم له الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، والمطران عطا الله حنّا رئيس أساقفة سبَسطية للروم الأرثوذكس في القدس، يستقي أخباره من الصحف والمواقع الفلسطينية والعبرية والمواقع الإلكترونية المهتمة بشؤون القدس والتي تم رصدها بشكلٍ يومي على مدى العامين المذكورين.
يُصنّف الكتاب الأحداث المرصودة في ثمانية فصول، مقدِّماً لكل فصل بقراءة تحليلية تربط الأحداث محاولاً استشراف التوجّهات والمخططات المستقبلية للقدس خصوصًا المخططات الصهيونية لتهويد المدينة، واقتراح آليات المواجهة المناسبة لهذه المخططات.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الكتاب يأتي ليتوّج مشروع ((عين على القدس)) التوثيقي الشامل الذي تتبناه المؤسسة لمراقبة أوضاع المدينة، ويصدر في تقرير أسبوعي ومجلّة شهرية، إضافة إلى تقرير سنوي يرصد التطورات المتعلقة بالمسجد الأقصى تحديداً ويصدر في شهر آب/أغسطس من كل عام تحت عنوان ((عين على الأقصى)).
وتسعى مؤسسة القدس الدولية من خلال هذه السلسلة التوثيقية إلى توفير متابعةٍ دقيقةٍ للأحداث تسمح بالتعرّف إلى واقع القدس وحاجاتها، وتوضح التطورات الأساسية للمدينة في غياب القدرة الحقيقية على الرصد الميداني المباشر لهذه الأحداث.
ع عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية صدر العدد سبعون من مجلة الدراسات الفلسطينية، واحتوى العدد المقالات والدراسات التالية: مصير التسوية السياسية بعد 40 عاماً على حرب 1967 (برهان غليون)، بعد فشل مسار أوسلو: وقفة عند بعض السجالات الفكرية (ماهر الشريف)، خلفيات المؤامرة على عزمي بشارة (عوض عبد الفتاح)، احتلال القدس ومستقبل التسوية (وليد المدلل), المشروع الوطني في خطر (هاني المصري)، الحركة الإسلامية في الداخل حوار مع الشيخ رائد صلاح (جميل دكور)، مناشدة يهودية (سارة روي)، شبكة الهاغاناه غير القانونية في الولايات المتحدة: 1945-1949 (ريكي –دايل كالهون)، لماذا وكيف وُضعت خطة استحداث منصب رئيس الحكومة (أفرايم هاليفي)، آراء في تقرير لجنة فينوغراد، نابلس بين سندان الاحتلال ومطرقة الفلتان الأمني (خالد فراج).
وفي باب القراءات كتب كل من سليمان تقي الدين عن مذكرات شفيق الحوت، وحسن عبد العال عن كتاب سليم عرفات المبيّض ((النقود العربية الفلسطينية)). وكتب صقر أبو فخر ثلاث مراجعات عن كتاب ((ذاكرة)) لسلمان ناطور، وعن كتاب ((حيفا البداية)) لكمال الخالدي، وعن كتاب ((حداثات إسلامية)) لمجموعة من الباحثين في إشراف ماهر الشريف وسابرينا مرفان.
ش ((شهادات لمقتلعين فلسطينيين))، كتاب من إصدار مركز باحث للدراسات، جمع الكاتب أديب قعوار أكثر من أربعين شهادة في دفتي كتاب يزيد عن 400 صفحة.
يتناول الكتاب شهادات عدد من الفلسطينيين، حاول أن يختار الشخصيات ذات التأثير والتي تغطي معظم أرض فلسطين، من الناقورة حتى رفح مروراً بالمدن الرئيسية وبعض القرى الفلسطينية.
قدم للكتاب الدكتور أنيس صايغ، مدير مركز الأبحاث السابق، وتضمن تمهيداً وشهادات، ومن أدب النكبة، ووثائق وتعليقات..
وتضمن الكتاب عدداً من الشهادات لشخصيات سياسية فلسطينية من أمثال: جورج حبش وأبو ماهر اليماني وصلاح صلاح وشفيق الحوت وأبو جهاد، وغيرهم.
ونقتطف من مقدمة الدكتور أنيس صايغ ((كل واحد منا ينشد العودة. وفي العودة، وحدها، تحقيق الذات وإنجاز الرسالة وتجسيد الانماء. وفي العودة يصبح الماضي طريقاً إلى المستقبل، ويصبح الاقتلاع بوابة لفلسطين الغد... بالعنف والإرهاب أُخرِجنا وبالنضال نعود)).
ص صدر للشاعر الفلسطيني إبراهيم الصالح الشهير بـ((أبو عرب)) ديوان شعري بعنوان ((حداء الثورة)).
يتألف ديوان أبو عرب الشعري من 55 صفحة من القطع الكبير، ويحتوي على 54 قصيدة وأغنية يغلب عليها، بطبيعة الحال، الطابع الوطني الثوري، حيث تظهر العديد من القصائد شدة الشوق والألم لفراق المحبوبة ((فلسطين)) والأمل في العودة يوماً إليها وإن طال الزمان، كما يُلاحظ في الديوان النصيب الكبير الذي يخصّ الثورة والمجاهدين على أرض الرباط.
الشاعر أبو عرب من مواليد 1930 في مدينة الشجرة قضاء طبريا، ويعدّ أحد أشهر رواد الأغنية الثورية الفلسطينية، وقد قاوم، من شتاته، الاحتلال الصهيوني بالأغنية والقصيدة، وغدا أحد الرموز البارزة لدى اللاجئ الفلسطيني حيث يرتبط ذكر ((أبو عرب)) دائماً بالأرض الطيبة فلسطين.
ويُعتبر الشاعر ((أبو عرب)) رائداً للأغنية الفلسطينية الثورية في الوقت الحالي على الرغم من تقدّمه في السن، ومعظم ما غنّى هو من تأليفه الشخصي
يوسف العظم: تاريخ حافل في السياسة والتربية والأدب
بقلم: ياسر علي
بعد صراع طويل مع المرض، عاشه الشاعر الفلسطيني الكبير يوسف العظم، المعروف بلقب شاعر الأقصى، وفي أثناء أدائه الصلاة قبضت روحه إلى بارئها عن عمر ستة وسبعين عاماً قضاها في العمل الدعوي والتربوي والسياسي والثقافي.. وذلك يوم الأحد الواقع في 29/7/2007 في الأردن.
ولعل الأستاذ يوسف العظم من أكثر الشخصيات التي سعت ((أوراق ثقافية)) منذ بدايتها في العام 2002 إلى إجراء مقابلة معه، وكنا نصطدم بعقبة وقفت في وجهنا دائماً وهي أن الأستاذ مريض وغير قادر على إجراء المقابلات، مما أقنعنا بعدم جدوى السعي إلى هذه المقابلة.
واليوم، في وفاته، نكتب هذه السطور؛ سطور وفاء للراحل الكبير من ((أوراق ثقافية))، لن تفيه حقه وقدره، لكننا نأمل أن تكون بمثابة الدعاء له ولأهله بالصبر على مصابهم.
من هو الشاعر يوسف العظم؟
الشاعر يوسف العظم، ليس -كما يعتقد الكثيرون- فلسطيني الهوية ولكنه فلسطيني الهوى، مقدسي الانتماء..
هو، وإن لم يكن فلسطينياً، فشعره فلسطيني، وفلسطين صارت هوية شعرية ينتمي إليها من يكتب لها.. وكما بات معروفاً أن الشعر العربي الفصيح ينسب إلى الدول بناء على جنسية الشاعر، وليس الأمر متعلقاً بالمضمون.. غير أن الشعر المنسوب إلى فلسطين يُنسب بالدرجة الأولى إليها بسبب المضمون.. فعندما يقام مهرجان الشعر الفلسطيني مثلاً، يشارك فيه شعراء من مختلف الجنسيات، على خلاف باقي الجنسيات ((الأدبية))..
وهذه إحدى خصوصيات الأدب الفلسطيني.. لذلك فإن شعر العظم فلسطيني بامتياز..
ولد الشاعر يوسف العظم في مدينة معان الأردنية التاريخية الواقعة في أقصى جنوب الأردن، وذلك سنة 1931 لأبوين فقيرين متدينين، بدأ ينهل العلوم طفلاً في كتّاب البلدة لمدة عامين حتى دخل المدرسة الابتدائية وتابع الإعدادية في معان أيضاً..
بعد ذلك انتقل إلى العاصمة عمان، حيث تلقى تعليمه الثانوي فيها، ثم انطلق إلى بغداد ليدرس الشريعة فيها لمدة عامين، ثم توجّه إلى مصر حيث درس في الأزهر اللغة العربية وآدابها، ونال شهادتها سنة 1953م، ثم التحق بمعهد التربية للمعلمين بجامعة عين شمس وتخرج سنة 1954م.
في سنوات شبابه التي عاشها في مصر التقى العظم برجال الحركة الإسلامية هناك، وعاش مع شبابها في الجامعات، وتأثر بفكر الإخوان المسلمين فيها، خاصة أن جماعة الإخوان كانت تضم عدداً كبيراً من الأدباء والشعراء والباحثين الذين يتابعون الشؤون الاجتماعية والثقافية والأدبية، مما أطلعَهُ على هذه الجهود ونتائجها المتوافرة من دواوين وأمسيات الشعر التي كان يقيمها شباب الحركة الإسلامية في ذلك الوقت.
بدأ الشاعر نتاجه الفكري الأول وهو لم يزل طالباً، فكتب عن الإيمان وأثره في نهضة الشعوب، ولم يكد هذا الكتاب ينزل إلى الأسواق حتى صدر الأمر بمصادرته..
عاد الشاعر إلى عمان وعمل مدرساً للغة العربية في الكلية الإسلامية بعمان، ثم بدأ نجمه في الظهور، فبرز كداعية إسلامي ومُحاضر وخطيب ومحاور وكاتب في مختلف مجالات الدعوة الإسلامية. فكان متعدد النشاط غزير الإنتاج.
جذبه العمل السياسي، فترشح للانتخابات عن الإسلاميين سنة 1963، فاختاره الناخبون في مدينته معان نائباً في مجلس الأمة، وحين حلّ المجلس، أعيد انتخابه سنة 1967، وكان في المجلس مقرراً للجنة التربية والتعليم وعضواً في لجنة الشؤون الخارجية.
وزار عدداً من الأقطار العربية بدعوة من مؤسساتها وهيئاتها الثقافية والفكرية، وألقى عدداً من المحاضرات، في معظم أقطار الوطن العربي وديار الإسلام، كما زار من الأقطار الأوروبية والولايات المتحدة، بدعوة من الاتحادات الطلابية والثقافية هناك، حيث كان يشارك في مؤتمرات الشباب المسلم فيها.
وفي جانب الإنتاج الفكري أصدر عدة كتب منها ((الإيمان وأثره في نهضة الشعوب))، وكتاب ((المنهزمون))، وكتاب ((رحلة الضياع للإعلام العربي المعاصر))، وكتاب ((أين محاضن الجيل المسلم؟)).
ومن جميل ما فعله الأستاذ العظم، أنه كرّس جهوداً مشهودة في تربية النشء والجيل الجديد على الإسلام، فأصدر سلسلة ((مع الجيل المسلم)) وهي عبارة عن ستة عشر كتاباً تتضمن منهاجاً تربوياً خاصاً بالأطفال.. وأصدر من الشعر للأطفال كتاب ((أناشيد وأغاريد للجيل المسلم)) حول أركان الإسلام والفرائض والمناسبات والمعارك والأيام الإسلامية المعروفة. وأصدر كتاب ((مشاهد وآيات للجيل المسلم)) في قالب تربوي شائق. وكتاب ((أدعية وآداب للجيل المسلم)) و ((ديار الإسلام للجيل المسلم)).
في مجال الصحافة، ترأس الشاعر تحرير صحيفة ((الكفاح الإسلامي)) في الأردن، التي رسخت مكانتها بين قطبي الصحافة الإسلامية أيضاً (مصر وسوريا)..
أما نتاجه الأدبي، فكان في النقد والأدب كتاب ((الشعر والشعراء في الإسلام)) الذي قيل عنه يومها إنه ((دراسة جديدة في النقد الأدبي والأحكام الشرعية))..
وفي الشعر صدر له ((رباعيات من فلسطين)) و((أناشيد وأغاريد الجيل المسلم))، و((السلام الهزيل))، و((عرائس الضياء))، و((لبيك)).
وقد خص المسجد الأقصى بأحد دواوينه بعنوان ((في رحاب الأقصى)) ويستذكر في مقدمته الصلاة في الأقصى والذكريات مع الأحبة والإخوان و.. التاريخ العريق!
أما القصة، فله عدة مجموعات قصصية، منها: يا أيها الإنسان، قلوب كبيرة..
وفي التراجم أصدر كتاب ((سيد قطب – حياته ومدرسته وآثاره)) الذي ظل لمدة طويلة مرجعاً عن حياة المفكر الشهيد.
شعره
انحصرت اهتمامات العظم الشعرية في موضوعين:
1- فلسطين ومقدساتها ومأساة أهلها.
2- الأوضاع الاجتماعية المتردية التي تعيشها أمتنا.
ويبدو واضحاً في شعره اعتزازه بإسلامه وتعويله على أبناء هذا الدين منذ فجر الدعوة حتى يومنا، ودورهم الحقيق بتحرير الأقصى..
وفؤاد الأقصى الجريح ينادي
أين عهد اليرموك والقادسية
وعليّ يزجي الصفوف ويعلي
في ذرى المجد راية هاشمية
أين عهد الفاروق غير ذليل
عفّ قولاً وطاب فعلاً ونيّة
ونداء للتائهين حيارى
أين خنساؤنا وأين سمية
ورماح في كف خولة تزهو
وسيوف في راحة المازنية
وعن الحالة المتردية التي يعيشها اللاجئون يقول:
في خيمة عصفت ريح الزمان بها
لمحتُ بعض بني قومي وقد سلموا
فأسلموا لنيوب الليث ضارية
البرد والجوع والإذلال والألمُ
وقد اشتهرت قصيدته التي اعتبر فيها إغاثات الأنروا سبّة لأبناء فلسطين وجريمة تغطي على جريمة أكبر، ارتكبها المجتمع الدولي ضد الشعب المنكوب. ويرى في هذه الإغاثة إذلالاً مقصوداً للشعب الفلسطيني، ليشعر أنه خائر القوى غير قادر على المقاومة ورفع الرأس، ويصف مشهداً نمطياً للشيوخ والنساء والأطفال في مراكز وكالة الغوث لتوزيع ((الإعاشة))، ويقول في مجموعة ((رباعيات من فلسطين)):
وسألت القوم عن ضجتهم
قيل يبغون دقيقاً وطعاماً
منكب منهم يحاذي منكباً
وعظام دفعت منها عظاماً
كم كميّ عربي ثائر
كبلوا في كفه الدامي الحساما
وجواد عربي قد غدا
يمضع السرج ويقتات اللجاما
ثم يؤكد أن شعبنا لا يرضى بالعودة بديلاً، فحق العودة ثابت لا يتغير أو يتبدل بمرور الزمن أو بجرائم الاحتلال، ولا يُنسي الفلسطينيين حقّهم في أرضهم وديارهم:
نحن شعبٌ قد سُلبنا الوطنا
نحن في عري وآلام وجوع
وطعام الغوث لا يشبعنا
نحن لا يُشبعنا غير الرجوع
ويؤكد شاعرنا أن السبيل هو في الجهاد والقتال والدم، التي هي كما قال أبو تمام ((أصدق إنباء من الكتب))، فيقول في قصيدته ((بسمة الشهيد)):
اكتب حياتك بالدمِ.. واصمت ولا تتكلمِ!
فالصمت أبلغ في جراح الحادثات من الفم
والصمت أقوى من رنين القيد حول المعصم
والصمت أكرم عند ربك من سفاهة مجرم
إن تاه بالظلم الغشوم فَتِهْ بعزّة مسلم
ولئن خطوت إلى العلى فعلى جباه الأنجم
أناشيد الشاعر
رغم أن أكثر الفرق الإنشادية والمؤسسات الفنية الفلسطينية المحترفة في هذه الأيام تقيم في الأردن، فإنها تشترط في أناشيدها مواضيع محددة مع إمكانية التغيير في الكلمات، لعدة أسباب يقولون إنها ((فنية!)).
ولكن الحقيقة أن شعر يوسف العظم لم يعد مناسباً للإنشاد بسبب صراحته التي اعتبرت منذ اتفاق وادي عربة بين الأردن والعدو الصهيوني، فلم تعد قدرات فرق الإنشاد ((الفنية!)) تتحمل هذه الصراحة التي صنفت ((حادّة)) لاحقاً. وبالتالي فقد ابتعدت الفرق عن شعر يوسف العظم إلى شعر يصاغ خصيصاً ضمن السقف المفروض. هذا أولاً..
أما ثانياً، فقد تركزت الأناشيد على اللهجة العامية والشعر الشعبي، وهذا مما لم يَنْظمه شاعرنا، الأمر الذي ساهم في ابتعاد الجيل الجديد من الفرق الإنشادية عن شعره.
ولكن رغم هذين السببين، ما زال شعر يوسف العظم من أكثر القصائد إنشاداً، وباتت قصائده في عداد تراث الإنشاد الجهادي الإسلامي.
بل إن معظم الأناشيد التي صاغها يوسف العظم، تم تلحينها على أكثر من لحن وأنشدتها أكثر من فرقة، خاصة أن أشعاره ارتادت الآفاق، ووصلت إلى كل المنشدين، الذين علموا أن قصائده مباحة للتلحين والإنشاد من دون حقوق تأليف ونشر سوى –كما يقول الشاعر- الدعاء والمستوى الجيد.
وأناشيده الكثيرة يصعب حصرها علماً أن كل القصائد المنشورة في هذا المقال قد تم إنشادها. ونأتي هنا إلى بعضها. فقصيدته الشهيرة أيضاً ((فلسطيني)) الشبيهة بقصيدة الشاعر الراحل يحيى برزق، تميزه عن شعر برزق أنها قوية المعاني وفيها مفاصلة فكرية وجهادية ومليئة بالثورة.. في الوقت الذي نجد أن قصيدة برزق تتميز برقّتها ووصف المأساة وأسبابها، ورغم تطرقه للمقاومة، إلا انه لم يكن بحدة العظم فيها، خاصة أن شعر الأخير ملتزم بفكر إسلامي حركي عاش فترة عصبية وصراع مع اليسار بشكل عام. فظهر في قصيدته توجه ضد اليسار الماركسي، فيما ركز برزق على العدو والاحتلال والنكبة.
بتقديري، رغم أن الموضوع عن شعر العظم، أجد في قصيدة برزق معالم البقاء أكثر من قصيدة العظم.. ونقتطف من القصيدة المقطع الأول والمقطع الأخير:
فلسطيني فلسطيني فلسطيني فلسطيني
ولكن في طريق الله والإيمان والدين
أهيم براية اليرموك أهوى أختَ حطّين
تفجّر طاقتي لهباً غضوباً من براكيني
لأنزع حقي المغصوب من أشداق تنين
وأرفع راية الأقصى وربُّ البيت يحميني
ومن أناشيده التي اشتهرت في أثناء الانتفاضة الأولى، أنشودة ((حي على الجهاد))، التي صدرت في الكويت وانتشرت في العالم الإسلامي، ومطلعها:
دعوة للفلاح
في انبثاق الصباح
ونداء الكفاح
في الربى والبطاح
عند زحف الجنود
ومن المعروف المنشد الشهير محمد أبو راتب هو أكثر من أنشد من شعر يوسف العظم، رغم أنه لم يكن الأول. وقد كانت أنشودة ((في سبيل الله والمستضعفين)) من أوائل ما اختاره أبو راتب من ديوان العظم.
لكن أشهرها كان تلك المناجاة التي يقول فيها:
رباه إني قد عرفتك
خفقة في أضلعي
وهتفت باسمك يا له
لحناً يرن بمسمعي
أنا من يذوب تحرّقاً
بالشوق دون توجعي
قد فاض كأسي بالأسى
حتى سئمت تجرعي
وفي أثناء الانتفاضة أطلق أبو راتب ألبوم أناشيد فلسطينية الهوى، فيه عدد من القصائد الموجودة في ديوان العظم، ومن هذه الأناشيد:
إلى القدس هيا نشدّ الرحال
ندوس القيود نخوض المحال
ونمحو عن الأرض فجّارها
بعصف الجبال وسيل النضال
بعزم الأسود وقصف الرعود
ونار الحديد ونور الهلال
وفاء مستحق
الشاعر يوسف العظم استحق لقب (شاعر الأقصى) بجدارة، وهو الذي قضى عمره يكتب للأقصى ويربي الأطفال على حب الأقصى، يكفي أنه أسس ((روضات براعم الأقصى)) التي طوّرها إلى ((مدارس الأقصى)) في الأردن.
الشاعر يوسف العظم الذي ألهب بشعره ومحاضراته المنابر وأعلى قلمه في الصحافة على مدى خمسين عاماً.. كان يستحق منا -قبل وفاته- هذا المقال وفاء لدوره في الشعر الفلسطيني الإسلامي.. رحمه الله.
حــروف
أ أطلقت مؤسسة القدس الدولية (كتاب القدس 2005-2006)، وهو كتاب توثيقي استقرائي يرصد كل ما حصل في القدس خلال العامين 2005-2006. الكتاب الذي قدّم له الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، والمطران عطا الله حنّا رئيس أساقفة سبَسطية للروم الأرثوذكس في القدس، يستقي أخباره من الصحف والمواقع الفلسطينية والعبرية والمواقع الإلكترونية المهتمة بشؤون القدس والتي تم رصدها بشكلٍ يومي على مدى العامين المذكورين.
يُصنّف الكتاب الأحداث المرصودة في ثمانية فصول، مقدِّماً لكل فصل بقراءة تحليلية تربط الأحداث محاولاً استشراف التوجّهات والمخططات المستقبلية للقدس خصوصًا المخططات الصهيونية لتهويد المدينة، واقتراح آليات المواجهة المناسبة لهذه المخططات.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الكتاب يأتي ليتوّج مشروع ((عين على القدس)) التوثيقي الشامل الذي تتبناه المؤسسة لمراقبة أوضاع المدينة، ويصدر في تقرير أسبوعي ومجلّة شهرية، إضافة إلى تقرير سنوي يرصد التطورات المتعلقة بالمسجد الأقصى تحديداً ويصدر في شهر آب/أغسطس من كل عام تحت عنوان ((عين على الأقصى)).
وتسعى مؤسسة القدس الدولية من خلال هذه السلسلة التوثيقية إلى توفير متابعةٍ دقيقةٍ للأحداث تسمح بالتعرّف إلى واقع القدس وحاجاتها، وتوضح التطورات الأساسية للمدينة في غياب القدرة الحقيقية على الرصد الميداني المباشر لهذه الأحداث.
ع عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية صدر العدد سبعون من مجلة الدراسات الفلسطينية، واحتوى العدد المقالات والدراسات التالية: مصير التسوية السياسية بعد 40 عاماً على حرب 1967 (برهان غليون)، بعد فشل مسار أوسلو: وقفة عند بعض السجالات الفكرية (ماهر الشريف)، خلفيات المؤامرة على عزمي بشارة (عوض عبد الفتاح)، احتلال القدس ومستقبل التسوية (وليد المدلل), المشروع الوطني في خطر (هاني المصري)، الحركة الإسلامية في الداخل حوار مع الشيخ رائد صلاح (جميل دكور)، مناشدة يهودية (سارة روي)، شبكة الهاغاناه غير القانونية في الولايات المتحدة: 1945-1949 (ريكي –دايل كالهون)، لماذا وكيف وُضعت خطة استحداث منصب رئيس الحكومة (أفرايم هاليفي)، آراء في تقرير لجنة فينوغراد، نابلس بين سندان الاحتلال ومطرقة الفلتان الأمني (خالد فراج).
وفي باب القراءات كتب كل من سليمان تقي الدين عن مذكرات شفيق الحوت، وحسن عبد العال عن كتاب سليم عرفات المبيّض ((النقود العربية الفلسطينية)). وكتب صقر أبو فخر ثلاث مراجعات عن كتاب ((ذاكرة)) لسلمان ناطور، وعن كتاب ((حيفا البداية)) لكمال الخالدي، وعن كتاب ((حداثات إسلامية)) لمجموعة من الباحثين في إشراف ماهر الشريف وسابرينا مرفان.
ش ((شهادات لمقتلعين فلسطينيين))، كتاب من إصدار مركز باحث للدراسات، جمع الكاتب أديب قعوار أكثر من أربعين شهادة في دفتي كتاب يزيد عن 400 صفحة.
يتناول الكتاب شهادات عدد من الفلسطينيين، حاول أن يختار الشخصيات ذات التأثير والتي تغطي معظم أرض فلسطين، من الناقورة حتى رفح مروراً بالمدن الرئيسية وبعض القرى الفلسطينية.
قدم للكتاب الدكتور أنيس صايغ، مدير مركز الأبحاث السابق، وتضمن تمهيداً وشهادات، ومن أدب النكبة، ووثائق وتعليقات..
وتضمن الكتاب عدداً من الشهادات لشخصيات سياسية فلسطينية من أمثال: جورج حبش وأبو ماهر اليماني وصلاح صلاح وشفيق الحوت وأبو جهاد، وغيرهم.
ونقتطف من مقدمة الدكتور أنيس صايغ ((كل واحد منا ينشد العودة. وفي العودة، وحدها، تحقيق الذات وإنجاز الرسالة وتجسيد الانماء. وفي العودة يصبح الماضي طريقاً إلى المستقبل، ويصبح الاقتلاع بوابة لفلسطين الغد... بالعنف والإرهاب أُخرِجنا وبالنضال نعود)).
ص صدر للشاعر الفلسطيني إبراهيم الصالح الشهير بـ((أبو عرب)) ديوان شعري بعنوان ((حداء الثورة)).
يتألف ديوان أبو عرب الشعري من 55 صفحة من القطع الكبير، ويحتوي على 54 قصيدة وأغنية يغلب عليها، بطبيعة الحال، الطابع الوطني الثوري، حيث تظهر العديد من القصائد شدة الشوق والألم لفراق المحبوبة ((فلسطين)) والأمل في العودة يوماً إليها وإن طال الزمان، كما يُلاحظ في الديوان النصيب الكبير الذي يخصّ الثورة والمجاهدين على أرض الرباط.
الشاعر أبو عرب من مواليد 1930 في مدينة الشجرة قضاء طبريا، ويعدّ أحد أشهر رواد الأغنية الثورية الفلسطينية، وقد قاوم، من شتاته، الاحتلال الصهيوني بالأغنية والقصيدة، وغدا أحد الرموز البارزة لدى اللاجئ الفلسطيني حيث يرتبط ذكر ((أبو عرب)) دائماً بالأرض الطيبة فلسطين.
ويُعتبر الشاعر ((أبو عرب)) رائداً للأغنية الفلسطينية الثورية في الوقت الحالي على الرغم من تقدّمه في السن، ومعظم ما غنّى هو من تأليفه الشخصي