قفي ساعة
قِفِيْ سَاْعَةً يَفدِيْكِ قَوْلِـيْ وَقَاْئِلُهْ وَلَاْ تَـخـْذِلِيْ مَنْ بَاْتَ وَالدَّهْرُ خَاذِلُهْ
أَلَاْ وَانْجِدِينِيْ إِنَّنِيْ عَزَّ مُنْجِدِيْ بِدَمْعٍ كَرِيْمٍ مَاْ يُخَـيَّبُ سَاْئِلُهْ
إِذَاْ مَا عَصَانِيْ كُلُّ شَيْءٍ أَطَاعَنِيْ وَلَمْ يَجْرِ فِيْ مَجْرَى الزَّمَاْنِ يُبَاْخِلُهْ
بِـإِحْدَى الرَّزَاْيَاْ ابْكِ الرَّزَايَاْ جَمِيعَهَاْ كَذَلِكَ يَدْعُو غَائِبَ الْحُزنِ مَاثِلُهْ
إِذَاْ عَجِزَ الإِنْسَاْنُ حَتَّى عَنِ البُكَاْ فَقَدْ بَاْتَ مَحْسُوْدَاً عَلَى الْمَوْتِ نَائِلُهْ
يَطُولُ انْتِظَاْرُ الْمَرْءِ اِقْبـَالَ عَيْشِه فَيُدْبِـرُ حَـتَى يَنْـزِلَ القَبْرَ نَاْزِلُهْ
وَإِنَّكَ بَينَ اثْـنَينِ فَاخْتـَرْ ولَاْ تَكُنْ كَمَنْ أَوْقَعَـتْهُ فَيْ الهَلَاْكِ حَـبَاْئِلُهْ
فَمِنْ أَمَلٍ يَفْـنَى لِـيَسْلَمَ رَبـُّـهُ وَمِنْ أَمَلٍ يَبْـقَى لِيَهْـلَكَ آمِلُهْ
فَكُنْ قَاْتِلَ الْآمَاْلِ أَوْ كُنْ قَتِيْلَهَاْ تَسَاْوَى الْرَّدَى يَاْ صَاْحِـبِي وَبَدَاْئلُهْ
أَنَاْ عَاْلِـمٌ بِالْحُزْنِ مُنْذُ طُفُوْلَتِيْ رَفِيْقِيْ فَمَاْ أُخْطِيْهِ حِيْنَ أُقِاْبِلُهْ
وَإِنَّ لَهُ كَـفّاً إِذَاْ مَاْ أَرَاْحَهَاْ عَلَى جَـبَلٍ مَاْ قَاْمَ بِالْكَفِّ كَاْهِلُهْ
يُقَلِّـبُنِيْ رأساً عَـلَى عَقِبٍ بِهَاْ كَمَاْ أَمْسَكَتْ سَاْقَ الْوَلِيْدِ قَوَاْبِلُهْ
وَيَحْمِلُنِي كِالْصَّقْرِ يَحْمِلُ صَيْدَهُ وَيَعْلُو بِهِ فَوْقَ السَّحِاْبِ يُطَاوِلُهْ
فإِنْ فَرَّ مِنْ مِخْـلَاْبِهِ طَاْحَ هَاْلِكاً وَإِنْ ظَلَّ فِيْ مِخْـلَاْبِهِ فَهُوَ آكِلُهْ
عَزَائِيْ مِنَ الظُّلاَّمِ إنْ مِتُّ قَبْلَهُمْ عُمُوْمُ المَنـَاْيَـاْ مَاْ لَهَاْ مَنْ تُجَامِلُهْ
إِذَاْ أَقْصَدَ الْمَوْتُ الْقَتِيْلَ فَإِنَّهُ كَذَلِكَ مَا يَنْجُو مِنَ الموْتِ قاتِلُهْ
فَنَحْنُ ذُنُوبُ المَوْتِ وَهِيَ كَثِيرَةٌ وَهُمْ حَسَنَاتُ الْمَوْتِ حِيْنَ تُسَائِلُهْ
يَقُومُ بِهَاْ يَوْمَ الْحِسَاْبِ مُدَافِعَاً يَرُدُّ بِهَاْ ذَمَّامَهُ وَيُجَاْدِلُهْ
وَلكِنَّ قَتْـلًى فِيْ بِلَاْدِيْ كَرِيْمَةً سَتُبْقِيهِ مَفْقُوْدَ الْجَوَاَبِ يُحَاْوِلُهْ
تَرَى الطِّفْلَ مِنْ تَحْتِ الْجِدَاْرِ مُـنَاْدِيَاً أَبِيْ لَاْ تَخَفْ وَالْمَوْتُ يَهْطُلُ وَاْبِلُهْ
وَوَاْلِدُهُ رُعْبَاً يُشِيرُ بَكَفِّهِ وَتَعْجَزُ عَنْ رَدِّ الرَّصَاصِ أَنَامِلُهْ
أَرَى ابْنَ جَمَاْلٍ لَمْ يُفِدْهُ جَمَاْلُهُ وَمُنْذُ مَـتَي تَحْمِيْ الْقَتِيْلَ شَمَائِلُهْ
عَلـَى نَشْرَةِ الْأَخْـبَاْرِ فِيْ كُلِّ لَيْلَةٍ نَرَى مَوْتـَـنَا تَعْـلُوْ وَتَهْوِيْ مَعَاوِلُهْ
أَرَى الموْتَ لا يَرْضَى سِوانا فَرِيْسَةً كَـأَنَّا لَعَمْرِيْ أَهْـلُهُ وَقَـبَائِلُهْ
لَنَاْ يَنْسُجُ الأَكْفَانَ فِيْ كُلِّ لَيْلَةٍ لِخَمْسِيْنَ عَامَاً مَاْ تَكِلُّ مَغَاْزِلُهْ
وَقَتْلَى عَـلَى شَطِّ العِرَاقِ كَأَنَّهُمْ نُقُوشُ بِسَاْطٍ دَقَّقَ الرَّسْمَ غَازِلُهْ
يُصَلَّى عَلَيْهِ ثُمَّ يُوْطَـأُ بَعْدَهَاْ وَيَحْرِفُ عُنْهُ عَيْنَهُ مُتـَـنَاوِلُهْ
عِرَاْقَ أَبِـيْنـَاْ كَرْبـَـلَاْءُ تَـأَبـَّدَتْ وَجُدَّدَ مِنْ رَسْمِ الْمُصِيْـبَاْتِ حَاْفِلُهْ
عِرَاَقَ أَبِـيْـنَاْ يَمْنَعُوْنـَكَ رَشْفَةً وَماْؤُكَ دَرَّتْ لِلْـبُغَاْةِ مَنـَاْهِلُهْ
عِرَاْقَ تَرَى الرَّمَاْحَ تَجْرِيْ دُمُوْعُهُ وَمِنْ دَمْكُمْ يَجْرِيْ مِنَ الرُّمْحِ عَاْمِلُهْ
إِذَاْ مَاْ أَضَعْـنَا شَاْمَهَاْ وَعِرَاْقَهَاْ فَتِلْكَ مِنَ الْبـَيْتِ الْحَرَامِ مَدَاخِلُهْ
أَرَى الدَّهْرَ لَاْ يَرْضَى بِنَا حُلَفَاْءَهُ وَلَسْـنَا مُطِيْقِيْهِ عَدُوَّاً نُصَـاْوِلُهْ
فَهَلْ ثَمَّ مِنْ جِيْلٍ سَـيُقْبِلُ أَوْ مَضَى يُبَادِلُـنَا أَعْمَارَنا وَنُـبَاْدِلُهْ
تميم البرغوثي
قِفِيْ سَاْعَةً يَفدِيْكِ قَوْلِـيْ وَقَاْئِلُهْ وَلَاْ تَـخـْذِلِيْ مَنْ بَاْتَ وَالدَّهْرُ خَاذِلُهْ
أَلَاْ وَانْجِدِينِيْ إِنَّنِيْ عَزَّ مُنْجِدِيْ بِدَمْعٍ كَرِيْمٍ مَاْ يُخَـيَّبُ سَاْئِلُهْ
إِذَاْ مَا عَصَانِيْ كُلُّ شَيْءٍ أَطَاعَنِيْ وَلَمْ يَجْرِ فِيْ مَجْرَى الزَّمَاْنِ يُبَاْخِلُهْ
بِـإِحْدَى الرَّزَاْيَاْ ابْكِ الرَّزَايَاْ جَمِيعَهَاْ كَذَلِكَ يَدْعُو غَائِبَ الْحُزنِ مَاثِلُهْ
إِذَاْ عَجِزَ الإِنْسَاْنُ حَتَّى عَنِ البُكَاْ فَقَدْ بَاْتَ مَحْسُوْدَاً عَلَى الْمَوْتِ نَائِلُهْ
يَطُولُ انْتِظَاْرُ الْمَرْءِ اِقْبـَالَ عَيْشِه فَيُدْبِـرُ حَـتَى يَنْـزِلَ القَبْرَ نَاْزِلُهْ
وَإِنَّكَ بَينَ اثْـنَينِ فَاخْتـَرْ ولَاْ تَكُنْ كَمَنْ أَوْقَعَـتْهُ فَيْ الهَلَاْكِ حَـبَاْئِلُهْ
فَمِنْ أَمَلٍ يَفْـنَى لِـيَسْلَمَ رَبـُّـهُ وَمِنْ أَمَلٍ يَبْـقَى لِيَهْـلَكَ آمِلُهْ
فَكُنْ قَاْتِلَ الْآمَاْلِ أَوْ كُنْ قَتِيْلَهَاْ تَسَاْوَى الْرَّدَى يَاْ صَاْحِـبِي وَبَدَاْئلُهْ
أَنَاْ عَاْلِـمٌ بِالْحُزْنِ مُنْذُ طُفُوْلَتِيْ رَفِيْقِيْ فَمَاْ أُخْطِيْهِ حِيْنَ أُقِاْبِلُهْ
وَإِنَّ لَهُ كَـفّاً إِذَاْ مَاْ أَرَاْحَهَاْ عَلَى جَـبَلٍ مَاْ قَاْمَ بِالْكَفِّ كَاْهِلُهْ
يُقَلِّـبُنِيْ رأساً عَـلَى عَقِبٍ بِهَاْ كَمَاْ أَمْسَكَتْ سَاْقَ الْوَلِيْدِ قَوَاْبِلُهْ
وَيَحْمِلُنِي كِالْصَّقْرِ يَحْمِلُ صَيْدَهُ وَيَعْلُو بِهِ فَوْقَ السَّحِاْبِ يُطَاوِلُهْ
فإِنْ فَرَّ مِنْ مِخْـلَاْبِهِ طَاْحَ هَاْلِكاً وَإِنْ ظَلَّ فِيْ مِخْـلَاْبِهِ فَهُوَ آكِلُهْ
عَزَائِيْ مِنَ الظُّلاَّمِ إنْ مِتُّ قَبْلَهُمْ عُمُوْمُ المَنـَاْيَـاْ مَاْ لَهَاْ مَنْ تُجَامِلُهْ
إِذَاْ أَقْصَدَ الْمَوْتُ الْقَتِيْلَ فَإِنَّهُ كَذَلِكَ مَا يَنْجُو مِنَ الموْتِ قاتِلُهْ
فَنَحْنُ ذُنُوبُ المَوْتِ وَهِيَ كَثِيرَةٌ وَهُمْ حَسَنَاتُ الْمَوْتِ حِيْنَ تُسَائِلُهْ
يَقُومُ بِهَاْ يَوْمَ الْحِسَاْبِ مُدَافِعَاً يَرُدُّ بِهَاْ ذَمَّامَهُ وَيُجَاْدِلُهْ
وَلكِنَّ قَتْـلًى فِيْ بِلَاْدِيْ كَرِيْمَةً سَتُبْقِيهِ مَفْقُوْدَ الْجَوَاَبِ يُحَاْوِلُهْ
تَرَى الطِّفْلَ مِنْ تَحْتِ الْجِدَاْرِ مُـنَاْدِيَاً أَبِيْ لَاْ تَخَفْ وَالْمَوْتُ يَهْطُلُ وَاْبِلُهْ
وَوَاْلِدُهُ رُعْبَاً يُشِيرُ بَكَفِّهِ وَتَعْجَزُ عَنْ رَدِّ الرَّصَاصِ أَنَامِلُهْ
أَرَى ابْنَ جَمَاْلٍ لَمْ يُفِدْهُ جَمَاْلُهُ وَمُنْذُ مَـتَي تَحْمِيْ الْقَتِيْلَ شَمَائِلُهْ
عَلـَى نَشْرَةِ الْأَخْـبَاْرِ فِيْ كُلِّ لَيْلَةٍ نَرَى مَوْتـَـنَا تَعْـلُوْ وَتَهْوِيْ مَعَاوِلُهْ
أَرَى الموْتَ لا يَرْضَى سِوانا فَرِيْسَةً كَـأَنَّا لَعَمْرِيْ أَهْـلُهُ وَقَـبَائِلُهْ
لَنَاْ يَنْسُجُ الأَكْفَانَ فِيْ كُلِّ لَيْلَةٍ لِخَمْسِيْنَ عَامَاً مَاْ تَكِلُّ مَغَاْزِلُهْ
وَقَتْلَى عَـلَى شَطِّ العِرَاقِ كَأَنَّهُمْ نُقُوشُ بِسَاْطٍ دَقَّقَ الرَّسْمَ غَازِلُهْ
يُصَلَّى عَلَيْهِ ثُمَّ يُوْطَـأُ بَعْدَهَاْ وَيَحْرِفُ عُنْهُ عَيْنَهُ مُتـَـنَاوِلُهْ
عِرَاْقَ أَبِـيْنـَاْ كَرْبـَـلَاْءُ تَـأَبـَّدَتْ وَجُدَّدَ مِنْ رَسْمِ الْمُصِيْـبَاْتِ حَاْفِلُهْ
عِرَاَقَ أَبِـيْـنَاْ يَمْنَعُوْنـَكَ رَشْفَةً وَماْؤُكَ دَرَّتْ لِلْـبُغَاْةِ مَنـَاْهِلُهْ
عِرَاْقَ تَرَى الرَّمَاْحَ تَجْرِيْ دُمُوْعُهُ وَمِنْ دَمْكُمْ يَجْرِيْ مِنَ الرُّمْحِ عَاْمِلُهْ
إِذَاْ مَاْ أَضَعْـنَا شَاْمَهَاْ وَعِرَاْقَهَاْ فَتِلْكَ مِنَ الْبـَيْتِ الْحَرَامِ مَدَاخِلُهْ
أَرَى الدَّهْرَ لَاْ يَرْضَى بِنَا حُلَفَاْءَهُ وَلَسْـنَا مُطِيْقِيْهِ عَدُوَّاً نُصَـاْوِلُهْ
فَهَلْ ثَمَّ مِنْ جِيْلٍ سَـيُقْبِلُ أَوْ مَضَى يُبَادِلُـنَا أَعْمَارَنا وَنُـبَاْدِلُهْ
تميم البرغوثي