url=http://www.0zz0.com][/url]
وجد فيلسوف أن هناك يوميْن في كل أسبوع يجب أن ننسى تماماً كل شيء عنهما، وأحد هذين اليومين هو (الأمس) بكل أحداثه وأخطائه وآلامه ومتاعبه. فالأمسُ قد ذهب ولن يعود أبداً، حتى ولو حاولنا، فسوف نجد أنّ كلّ أموال الدنيا لن تعيده. إننا لن نستطيع أن نلغيَ عملاً قمنا به، أو أن نمحو كلمةً واحدةً قلناها، أو أن نصحح خطأً أقدمنا عليه.. لقد ذهب الأمس، فلندعه حيث هو!
هذا كلام جميل،
ولكن مارأي الفيلسوف إذا عانى الكثير من الناس في أنّ الماضي وشبحه لايدعهم يهنأون في حياتهم؟ بل إن أيامهم التعيسة تطاردهم وتذكرهم في كل وقت بما حدث لهم ويحطم كل مابنوه من نجاح أو سعادة؟!
وبدون فلسفة نقول إن لكل إنسان ماضياً
عاش فيه - حلوه ومرّه- وخاض فيه التجارب فنجح أو فشل، وحدث فيه ماحدث، انتصرت فيه راياته أو عاش فيها الخيبات والمصائب التي لاتحدث لأحد.
الماضي ولّى، غير أن أكثر الذين يعانون اليوم منه هم أولئك الذين عاشوا في بؤس في حياتهم، وذاقوا مرارة الفقر، وتحمّلوا عناء وبلايا كثيرة، وصبروا على مالا يطيقه أحد، ولما كبروا، يريدون الآن أن يطردوا شبح الماضي من عقولهم وقلوبهم، ونسيان هذا الماضي الكئيب والمحزن، بأن يعيشوا في بحبوحة مابعدها بحبوحة، ويتعاملوا مع الحياة على نقيض ما عاشوا في الماضي. فإذا سكنوا في بيتٍ يشبه (العِشّة) فتراهم يعملون بكل ما يستطيعون على السكن في قصر، وهكذا.
وهناك بعض البشر
ينتقمون من الماضي، ولا يكتفون بلعناته ولا بمحاولة نسيانه، غير أنّ المشكلة هي أن الماضي يطلّ على الناس بأقوى مما هم يتصوّرن، وبأوضح مما هم يتوهّمون في ذاكرتهم.
وأكثر الناس الذين يُهدّدهم (الأمس) هم مَن مارسوا الخطايا والآثام، وظنوا أنّهم يرتكبونها في غفلة من الزمن، ورغم أن خطاياهم قد توقفت، وتابوا عما فعلوه، واعترفوا بأخطائهم وذنوبهم، إلا أن هناك بشراً يعرفونهم، لا يغفرون لهم أبداً، ويقفون لهم بالمرصاد في الماضي والحاضر والمستقبل.
وفي النهاية، أظن أن مطاردة الماضي للإنسان ليست في ساحة سباق لكي تتوقّف، فهي تنطلق وتنطلق بالأوجاع والهموم والأسرار.
أما الأذكياء والأقوياء وحدهم فهم الآخرون، حاولوا نسيانه، بل التعامل معه على أنه شيء انتهى لكنه كان موجوداً، فإذا كان عيباً فقد تخلّصوا منه، وإذا كان خطأ تم تصحيحه. ففي الماضي كنا بشراً، واليوم نحن بشر آخرون
وجد فيلسوف أن هناك يوميْن في كل أسبوع يجب أن ننسى تماماً كل شيء عنهما، وأحد هذين اليومين هو (الأمس) بكل أحداثه وأخطائه وآلامه ومتاعبه. فالأمسُ قد ذهب ولن يعود أبداً، حتى ولو حاولنا، فسوف نجد أنّ كلّ أموال الدنيا لن تعيده. إننا لن نستطيع أن نلغيَ عملاً قمنا به، أو أن نمحو كلمةً واحدةً قلناها، أو أن نصحح خطأً أقدمنا عليه.. لقد ذهب الأمس، فلندعه حيث هو!
هذا كلام جميل،
ولكن مارأي الفيلسوف إذا عانى الكثير من الناس في أنّ الماضي وشبحه لايدعهم يهنأون في حياتهم؟ بل إن أيامهم التعيسة تطاردهم وتذكرهم في كل وقت بما حدث لهم ويحطم كل مابنوه من نجاح أو سعادة؟!
وبدون فلسفة نقول إن لكل إنسان ماضياً
عاش فيه - حلوه ومرّه- وخاض فيه التجارب فنجح أو فشل، وحدث فيه ماحدث، انتصرت فيه راياته أو عاش فيها الخيبات والمصائب التي لاتحدث لأحد.
الماضي ولّى، غير أن أكثر الذين يعانون اليوم منه هم أولئك الذين عاشوا في بؤس في حياتهم، وذاقوا مرارة الفقر، وتحمّلوا عناء وبلايا كثيرة، وصبروا على مالا يطيقه أحد، ولما كبروا، يريدون الآن أن يطردوا شبح الماضي من عقولهم وقلوبهم، ونسيان هذا الماضي الكئيب والمحزن، بأن يعيشوا في بحبوحة مابعدها بحبوحة، ويتعاملوا مع الحياة على نقيض ما عاشوا في الماضي. فإذا سكنوا في بيتٍ يشبه (العِشّة) فتراهم يعملون بكل ما يستطيعون على السكن في قصر، وهكذا.
وهناك بعض البشر
ينتقمون من الماضي، ولا يكتفون بلعناته ولا بمحاولة نسيانه، غير أنّ المشكلة هي أن الماضي يطلّ على الناس بأقوى مما هم يتصوّرن، وبأوضح مما هم يتوهّمون في ذاكرتهم.
وأكثر الناس الذين يُهدّدهم (الأمس) هم مَن مارسوا الخطايا والآثام، وظنوا أنّهم يرتكبونها في غفلة من الزمن، ورغم أن خطاياهم قد توقفت، وتابوا عما فعلوه، واعترفوا بأخطائهم وذنوبهم، إلا أن هناك بشراً يعرفونهم، لا يغفرون لهم أبداً، ويقفون لهم بالمرصاد في الماضي والحاضر والمستقبل.
وفي النهاية، أظن أن مطاردة الماضي للإنسان ليست في ساحة سباق لكي تتوقّف، فهي تنطلق وتنطلق بالأوجاع والهموم والأسرار.
أما الأذكياء والأقوياء وحدهم فهم الآخرون، حاولوا نسيانه، بل التعامل معه على أنه شيء انتهى لكنه كان موجوداً، فإذا كان عيباً فقد تخلّصوا منه، وإذا كان خطأ تم تصحيحه. ففي الماضي كنا بشراً، واليوم نحن بشر آخرون